The Alternative to Violence بديل العنف

Amira Nagati

 

اليومين دول بنلاقي كل الناس بتتكلم عن إزاي لازم نوقف المعاملة العنيفة مع الأطفال و ما نجبرهمش على حاجات، ما نزعقش، ما نضربش، ندي للطفل حرية. بس ما حدش بيقول لهم إيه البديل. كرسي الشقاوة لما يعملوا حاجة غلط؟ أعرف  أمهات و مدرسات كتير يختلفوا مع الطريقة دي في إنها تحل  عدم النظام، عدم الاحترام، العجرفة، الأذية أو التدمير. الأم مش عايزة تجرح ابنها أو تؤذيه عشان هي بقت واعية دلوقتي لأثر ده عليه، بس في نفس الوقت محتارة تعمل إيه مع شقاوته اللي هتجننها، إيه الحل؟
غالباً بنفتكر إن عكس القسوة و التزمت هو الحرية المطلقة، حالة أشبه بالتسيب منها للحرية، و ده نتيجته بيبقى فوضى ملهاش زي بتخلينا نسأل “إيه الغلطة دلوقتي؟ يا ترى فعلاً شوية قسوة هي الحل؟”
لأ… القسوة مش الحل و لا عمرها هتكون الحل. جايز تحللنا مشكلتنا إحنا و لوقت قصير، بس مشكلت الطفل متحلتش و هترجع في شكل أسوأ.
لازم نفهم إن تسيبنا و عدم وجود قواعد بتخلي الطفل مش مستريح و غير آمن و بيتعامل بعصبية، و هتخليه يجرب كل حاجة للآخر لأنه بيدور على الحد،  ” هو إيه آخركو؟ فين الخط؟”
الأطفال محتاجين للقواعد، دي حاجة إنسانية طبيعية، القواعد مش شر أو قيود، بالعكس دي بتوفر بيئة النظام و التناغم االازمين للابداع و الحرية. الحل أبسط بكتير من المناورات اللي بتستهلك طاقتنا و طاقة الطفل كل يوم: نقول له إيه القواعد بشكل واضح و بسيط، و نبقي ملتزمين  بيها مهما حصل، لا نخرج عن أعصابنا و لا قلبنا يلين، لأن الطفل ذكي و هيلاقي نقطة ضعفنا لو اديناله الفرصة. مش من الطبيعي إن الطفل يتلاعب بينا، طول ما إحنا مش بنفرض سيطرتنا أو تحكمنا. مش المفروض أبداً نبقى لعبة الطفل يجيبنا يمين و شمال، زي ما بنحترمه يحترمنا، و القواعد موجودة لينا كلنا، و كسرها عواقبه هتعطلنا، و هو لما يجرب يكسرها و يلاقي النتيجة قدامه هيقدر أهميتها و مش هيحتاج يكسرها طول  ما هي مش بتخلينا نتعصب و نزعق ( و ده نوع من الاهتمام اللي ممكن يسعى له) و مش بتخلينا نقوم نجري نصلح اللي عمله ( و ده برضه نوع من الاهتمام ممكن يخليه يعاند أكتر).  كل واحد مسئول عن نفسه. و أنا لو هساعدك ده من إختياري، مش عشان أنا بحاول أسكتك فأرضيك أو عايزة أوفر وقتي و “أخلص.

لازم نوفر للطفل فرصة الإختيار و أخذ القرار، و أكيد لازم نوفر له فرصة المرة الجاية (فرصة الإصلاح من نفسه ) و نبين إيماننا بقدراته، و كده مش هيحتاج الطرق غير الصحية لنيل رضانا أو جذب انتباهنا.
تركيزنا على الأخطاء و إصلاحها مش هو الحل، أحسن كتير إننا نجذب إنتباه الطفل للحاجات الكويسة و ساعتها ثقته بنفسه هتزيد، و زي ما قريت في
Children: The Challenge 
“الأخطاء سوف تضمحل و تختفي من إهمالها”


أميرة

2 Comments (+add yours?)

  1. أم عبدالرحمن
    May 02, 2011 @ 09:06:08

    كلام جميييل جدا ولكن محتاجين أمثلة أكتر علشان نقدر نتخيل إزاي ممكن نقدر مع الطفل في حالات عناده يعني مثلا ابني من يومين دخل معايا المطبخ عمره ثلاث سنوات ونصف بيساعدني في العجينة وبيجيبلي حاجات من التلاجة وكمان وقف غسل لوحده الخضار وشطفه وحطه في مكان قلتله عليه ولكن حاطيطله قاعدتين من الأول مهمين السكينة والنار ماما اللتي تمسكهم ولكن هو شغوف جدا ومش بيقدر يعمل كونترول على نفسه خصوصا لما بايبله يعمل معايا حاجات تانية زي مابيكون بيحس بحلاوة التجربة والنجاح والإنجاز فطبعا مش بيسمع الكلام ومش بيلتزم بالقواعد دي يعني لسان حاله ياإما أعمل معاكي كل حاجة بما فيها الممنوع ياإما مش حاعمل خالص وده فعلا اللي بيحصل إنه بعد كدة بيقوللي مش باعرف أعمل أو مش عايزأو عمليلي انت يا ترى إيه الحل عند مونتسوري وإيه اللي بيخلي الأطفال بكل الانضباط ده في فصل المونتسوري
    ؟؟؟!

    Reply

    • montessori-masr
      May 02, 2011 @ 18:34:40

      أهلاً أم عبد الرحمن.
      المشكلة دي بنواجهها كلنا. الحل هو “آدي القاعدة و إنت حر في إختيارك”، يعني نشوف السناريو تاني:
      عبد الرحمن عارف القاعدة اللي إنتو اتفقتوا عليها. بتعملوا حلة خضار، راح عبد الرحمن عايز يولع النار، عارف كويس إنك مش هترضي و مستنيكي تقولي لأ، عشان هو يقول آه، هتصري، فهيقول يا كله يا بلاش أنا لازم أعمله. هيصعب عليكي إنه يبطل الشغل فا هتتجاوزي، يا إما هتتخانقي معاه و هيقولك بعد كده “أصلي ماليش نفس” و هو قصده “شفتي عملتي إيه؟ أديني هبطل شغل خالص”، ده صراع واضح على القوة! لو انحنينا ليه يبقى بنوصل رسالة البقاء للأقوى، و الصراع على القوة بيتحول لإدمان و بيأثر على نظرته لنفسه و علاقته بالآخر.
      نشوف السيناريو بشكل تاني:
      عبد الرحمن بيصر على إستخدام أدوات اللي ممنوعة في القواعد اللي كل البيت عارفها. ماما بكل هدوء و ثبات بتقول له “أنا شايفة إنك مش جاهز تبقى في المطبخ دلوقتي، يمكن تحب تعمل حاجة تانية دلوقتي و تحاول المرة الجاية لما تحس إنك جاهز” و بتاخده برة المطبخ. المرة اللي بعد كده في الغالب هيجرب تاني نفس الصراع و بناخده برة تاني المرة دي من غير كلام، هو فاهم كويس، و كل ما الكلام قل كل ما كان أحسن، الكلام الكتير نوع من الانتباه اللي عايزه في اللعبة دي و غالباً مش بيسمع منه حاجة، بس بيتفرج عليكي و إنت ماشية على خطته.. بعد كده هيعرف إن لعبة الصراع مش بتديله اللي هو عايزه و بيفتقد الشغل فبيرجع و هو عارف كويس إن وجوده في المكان مشروط باتباع القواعد، و دي حاجة متزعلش حد، و بيعرف إنه مش محتاج اللعبة دي عشان يحصل على إهتمامك و إنك مش عايزة تفرضي سيطرتك، و القواعد دي مش موجودة عشان تكسره، هي موجودة عشان النظام في البيت عايز كده . كمان إنتي بتبيني إنك واثقة من قدرته و بتبيني دايماً الفرصة التانية، فهو بيحس بإيمانك بيه و مسئوليته عن إختياره، مهم جدا!
      بالنسبة للسكينة، الأطفال بيعرفوا يستخدموها لو مرتيهم ازاي يمسكوها و يناولوها و يفهموا هي بتشتغل ازاي. جربي سكينة مش حادة أوي، المشرشرة كمان أحسن!
      نورتينا : )
      أميرة

      Reply

Leave a comment